الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية مفاجأة مدوية: مواطنة من سبيطلة تروي تفاصيل مرعبة وخطيرة عن مطالب الإرهابيين بالمنطقة

نشر في  19 أفريل 2016  (11:17)

نشرت الدكتورة ماجدة السباعي وهي طبيبة بمستشفى سهلول بسوسة تدوينة كشفت فيها عن تفاصيل محادثة جمعتها خلال زيارتها الى مستشفى فرحات حشاد بسوسة مع مريضة مقيمة به. وهي من مدينة سبيطلة التابعة لولاية القصرين. حيث أفصحت لها عبر المحادثة المذكورة عن المأساة التي يعاني منها أهالي المنطقة بسبب الخوف من الارهابيين المرابطين بالجبال وكشفت لها أحداثا خطيرة كالتالي:

"للتوّ عدت من مستشفى فرحات حشاد ...كنت أعود جارتي المريضة المقيمة في قسم أمراض القلب هنالك ..دخلت الغرفة وبعد أن إطمأننت على حالة جارتي ..جلست أتبادل معها أطراف الحديث وكانت قبالتي إمرأة مسنّة ..منذ دخلت الغرفة وأنا مرتدية " بلوزتي البيضاء " ..فطنت أنني من الميدان ..بدأت تتوسل الي أن أنزع الأسلاك التي تربطها بآلة مراقبة وظيفة القلب ودقّاته كي يتسنّى لها الذهاب " للتوالات " .

وتوطدت علاقة سريعة بيني وبين إمرأة العقد الثامن ..وأكثر شيء جلب انتباهي ومازحتها فيه..هو الحناء التي تخضّب كفيها وقدميها ..ضحكت خالتي زكية ورتّبت لباسها البدوي وهي جالسة وسط سرير المستشفى ..متربعة كما اعتادت أن تجلس هناك في بيتها وقالت لي : 
يا بنيتي الحناء ليست للزينة ..في عمري هذا ..هي دواء 
زكية جاءت من معتمديّة سبيطلة ..بالضّبط من جبل سمّامة ...جاءت للتداوي في سوسة 
قلت لها : ممّ يشكو قلبك وماهو مرضك ؟ 
أجابتني بكل بساطة وأريحية : بنيّتي نا مريضة بالقلب من الأَرهاب ...الأرهابيّون عملولي الدقّة في قلبي ...من الفجائع اللي ركبوهالنا الارهابيون ..
قبل ما يجوا هومّا كنت لاباس عليّ 
كنت أستمع لها بانتباه مما شجّعها على الإسترسال في الحديث . 

قالت : " يهبطوا علينا في كلّ مرّة ليلا قرابة المئة ..بسلاحهم وكرطوشهم يهزّوا الكسكسي والبيض والسميد والدجاج اللي يسرح في أحواشنا يهزّوه الكل ...ويهزّوا الزّوائل متاعنا يحملون عليها مؤونتهم ..ونحنا نخزرولهم وما نتكلّموش من الخوف .... نبدوا نرعشوا مالخوف والرعب وما نقولوا شىء ..غير يخلّونا حيّين برك ".

وأكملت المرأة حديثها : "بنيتي مرّة بعد ما هزّوا ما يكفيهم من مؤونة رجع البعض منهم وجوا لراجل في الدّوار قالوا له أعطونا إمرأة وإلا إثنين". 
سألتها : "فماذا أجابهم الرجل ..قالت : وقف في وجوههم وقال لهم : أقتلوني ثم إن شئتم خذوا زوجتي لكن وأنا حيّ فلا.. 

يا بنيّتي كنا نطلعوا للجبل نجيبوا الحلفاء نخدموها ونجيبوا الزقوقو ..نبيعوه ...وتوّة حتى إمرأة ما عاد تطلع للجبل وماعادش نتحركوا من بيوتنا ...خائفين في النهار وفي الليل.. 

يا بنيتي عرفت علاش نا مرضت بالقلب توّة ..ايه مالإرهاب ".

وخرجت للتو ...غادرت خالتي زكيّة والقلب يدمى وكتبت حكايتها التي هي حكاية البلد على سخانتها ويعلم الله أنني لم أضف حرفا على الذي قالته لي ولم أغيّر كلمة للأمانة ..
انشاء الله لاباس خالتي زكية ..أنت بعد خمسة أيام يضع لك الأطباء " Pace maker " ..بطارية كهربائية تعدل دقات قلبك ...لكن تونس من سيتكفّل بتعديل دقّات قلبها ؟؟؟".